النجاة من البوتقة تجنب الشباب المحرقه ...

النجاة من البوتقة تجنب الشباب المحرقه ...


بقلم عمر ناصر / كاتب وناشط مدني مستقل

التوقف لغرض التأمل يختلف جذرياً عن التوقف لغرض معرفة كمية الطاقة المتبقيه في مستقبل الفرد ، دعونا  نتساءل هل ان طموحات الشباب بصوره عامه تتوقف عند محطه لغرض النزول ولم تعد منطقيه لكونهم يعزفون على اوتار موسيقيه خياليه ، بل ويذهب بتطلعاتهم الى ابعد من ذلك تجعلهم يفكرون بسقف مطالب غير عقلانيه طالما يحلموا بها في ظل مشهد سياسي مربك وغير مستقر يؤثر بذلك في طبيعة الحال على النمو الاقتصادي للدوله ويلقي بظلاله على مفاصل التنميه البشريه والبناء والاعمار.

وقد تكون هذه التطلعات في غاية التعقيد ومبالغ بها جداً في ظل وضع لا زال استثنائي وفي تأثير تعقيدات تعرقل استخدأم ادوات تطور البنيه الاقتصاديه للدوله وتحت مشكلة مديونيه عاليه لعائلة الدرع الاحمر المالكه لصندوق النقد الدولي ، ناهيك عن تحديات وتدخلات دول الجوار الاقليمي وتبعات الارهاب المسيس .

تكمن اهم مصادر القوه لدى الدول بشكل عام في عوامل أساسيه تتسابق فيما بينها لغرض الحصول عليها لتنميتها ومنها الكثافه السكانيه التي هي عماد المجتمعات المتطوره ، وتخص بالذكر طبقة الشباب التي هي تعد ثروه لاتقل اهميتها عن الثروات الطبيعيه والمعدنيه والقياس مع الفارق قطعاً ، واذا اردنا القاء نظره فاحصه على الوضع العالمي للدول من حيث التركيبه السكانيه سنجد ان جميع الدول العظمى تتسابق لزيادة عدد السكان والاهتمام الحصري بالشباب على العكس مما كانت عليه في السابق والصين مثالاً على ذلك.

اليوم تعد اهمية الاهتمام بشريحة الشباب لا تقل اهميه عن امتلاك القوه السياسيه او الدبلوماسيه ، ففي بلدان العالم المتقدم تسلم راية القياده للشبيه حتى في داخل الاحزاب السياسيه ، ويكون ذلك عن طريق تهيئتهم فكريا ونفسيا على ممارسة العمل ألمؤسساتي واعطائهم الدعم والاسناد اللوجستي وتدريبهم بحرفيه عاليه فيتسنموا زمام المسؤوليه بثقه تامه عندما يصل الرعيل الاول والكادر المتقدم الى مرحلة نهاية الخدمه ،

لذا فأن عملية تحرير هذه الطبقه من القيود المفروضه على مستقبلهم وعملية كسبهم وأعادتهم الى حضيرة الحقوق الشرعيه تعد من اهم الخطوات التي يجب ان نفكر بها بجديه كامله غير منقوصه، وأستغلال فرصة طاقاتهم الخلاقه ودعمهم بمختلف الوسائل المتاحه ، فالدعم الحكومي لهم سيجنى ثماره عند اول انفتاح عليهم ، فالاستثمار ليس بالضروره ان يكون مادياً من خلال البناء والاعمار وانما يكون بكيفيه تسخير طاقات العاطلين عن العمل في حرق الوقت ببناء الدوله وابعاد خطر الوصول بهم الانصهار داخل بوتقة الايدلوجيات المتطرفه التي توصلهم الى المحرقه..