الى أين نحن سائرون..


الى أين نحن سائرون..

منذ ان بدأت الخليقة والأنسان بفطرته يحاول السيطرة على البيئة المحيطة به  ليتمكن من العيش بسلام وحسب الاعراف التي يؤمن بها. ومن هنا بدأت تتكون الشعوب والمجتمعات. ومن هنا بدأت العادات والتقاليد تتكون أيضاً لمساعدة الانسان  لأحتواء ما حوله والسيطرة على حياته وحياة اسرته. عندما نتأمل في بداية ضهور العادات والتقاليد نجد انها لم تأتي من الفراغ..



فهناك عدة عوامل ساهمت وما زالت تساهم في تكوين وتبلور هذا العادات. كلنا يعرف  ان للدين الحصة الكبرة في تكوين دينيماكية العادات والاعراف في مجتمعاتنا الشرقية. وكما يقال لكل عملة وجهان! بالرغم من ان الدين يعتبر حاجة ملحة للمجتمع لما فيه من قيم سامية تحافض على جوهر الانسان فأن بالامكان تحويلة  لأداة تقمع وتقتل الانسان إن اصبح مبدأ للتطرف.



. والتاريخ يشهد بمئات الوقائع التي قُتل فيها الانسان بسبب تطرف الدين.الثقافة التربوية تعّد عاملا اخر يؤثر بشكل مباشر على العادات والتقاليد في مجتمعاتنا، فالعلم سلاح ومعرفة ضد العادات والاعراف السيئة المتواجدة عندنا. بغياب العلم والمعرفة ينتشر الجهل بين الناس مما يكّون أرض خصبة لعادات اكل 


عليها الدهر وشرب!هذا التحليل يمكن تطبيقه للأحداث المروعة التي تحصل الان في مجتمعنا وبكثرة..  قبل التطرق لهذه الاحداث يجب توضيح مسألة كثرة انتشار هذه الاحداث الان والذي يتمركز بسبب سهولة امكانية نشر الاحداث وسهولة وصول الفرد اليها.. بمعنا ان الاحداث لم تكثر ولكن وبفضل تطور وسائل الاعلام اصبحت متاحة لمعرفتها اكثر من السابق.

وحادثة الزوج الذي قام بقتل زوجته أثر خلاف بينهما.. ولا ننسى قيام أمرأة بعمر الزهور بحرق نفسها كوسيلة اخيرة للتخلص من 
عذاب زوجها.بنفس الوقت انتشرت احداث مروعة لشباب في مقتبل العمر ولرجال تعرضوا للضرب وحلق 
شعر الرأس بطريقة مهينه لأنهم تهجموا على رمز عقائدي..الأحداث التي ذكرتها الان لها محورين، 

الاول يتعلق بالعنف الاسري والعنف ضد المرأة 

والثاني يتعلق بالعنف الطائفي. بكل تأكيد يمكننا ربط احداث العنف 

الاسري بالتقاليد والاعراف الموجودة في المجتمع والتي تصل جذورها الى زمن بعيد مع تشعبها من خلال ربطها تارة بتطرف 
الدين وتارة بمستوى التعليم المتردي للأسرة والبيئة المحيطة بها.لنبدء بتحليلنا لجملة غسل العار.. 

ما هو غسل العار؟ وما هي المقاييس المطلوبة 

بتواجدها عند الضحية ليُغسل عارها؟ ومن هم المؤهلين للقيام بغسل العار؟ وما دخل الدين او القانون بذلك؟ اسألة كثيرة يجب إيجاد اجوبتها حتى يمكننا فهم الخلفيات المؤدية له. وهذا ما سأحاول شرحه أدناه.يستخدم مصطلح "غسل العار" لجرائم الشرف التي يرتكبها الرجل بحق امرأة او فتاة من أفراد اسرته بسبب وجود أو الشك بوجود علاقة جنسية بينها وبين رجل خارج اطار 



الزواج. ومن الجدير بالذكر أن من الممكن القيام بعملية غسل العار لمجرد وجود الشكوك بحجة الحفاظ على شرف العائلة.تنتسب أو تُدعم جرائم الشرف من قبل القانون العراقي بحسب المادة 409 من قانون العقوبات. لا تتجاوز عقوبة الجريمة ثلاث سنوات لمرتكبيها مما يجعل هذا سبب رئيسي لتفشي هذه الظاهرة في المجتمع دون رادع لها. ولا ننسى "رفعة الراس" والهيبة التي يشعرها مرتكب هذه الجريمة لانه قام بغسل عاره وعار عائلته بعد خروجه من السجن!

من هذا المنطلق نجد تشجيع اجتماعي وعشائري كبير لأرتكاب مثل هذه الجرائم، وهنا تأتي الطامة الكبرى! 
فالقانون المدني والعشائري يقبل بهذه الجرائم بشكل غير مباشر من خلال الأستهانة بوضع القوانين 
المناسبة وأعتبار الجريمة جريمة قتل 
كغيرها من جرائم القتل مع سبق الاصرار والترصد. داعيك عن الغطاء الديني الذي يوجب الجاني برجم الزاني أو الزانية كعقاب لنشوء 
العلاقة الجنسية المحرمة دينياً.برأيي ان العادات والتقاليد أتجاة جرائم غسل العار تبلورت من تأثير هذه 
العوامل وستبقى أن لم يتم تغيير الخلفيات المؤثرة لها. ومن هنا تأتي مهمتنا للنشر والتوعية كمحاولة للتغيير.
أما تعريف العنف الطائفي فهو مجموعة أعمال عنف وعمليات قمع وقتل تستهدف اشخاص أو تجمعات سكنية بناء على ايدلوجية 
طائفية متعصبة. وهذا النوع من العنف لا يقل خطورة من العنف الأسري لما يسببه من نتأئج نفسية وصحية واجتماعية سيئة لمن يقع 
ضحية له. يمكن السيطرة على العنف الطائفي بوضع قوانين صارمة وتنفذ على الجميع وعلى حد سواء. اخترت في مقالتي 
هذه التركيز على جرائم العنف الاسري والعنف على المرأة بشكل خاص لأهميته للمرأه كونها الكائن المستضعف اجتماعياً وقانونياً. 
هذا لا يعني أني غير مهتمة بالعنف الطائفي ولكني ارتأيت تأجيل شرحه بصورة مفصلة لوقت آخر
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ستنتصر العادات والتقاليد عندنا؟ أم انه قد حان 
الوقت للتغيير وجعل قضايا غسل العار تحت المجهر ومن ضمن الاوضاع التي نثور من 
اجلها في ثورتنا ضد الفاسدين. بالنسبة الى رأيي وموقفي تجاه هذا واضح وصريح.. 
أما أن نثور مع ثوارنا للحصول على التغيير الجذري لكافة انواع الضلم والتعسف 
وأما فلا! فالسكوت عن بعض الضلم يعتبر ضلم بحد ذاته